عندما ناتى للتكلم عن ابن الهيثم فنحن أمام عالم جليل وصل إلى مرحلة من المعرفة لم يصل إليها أحد قبله وكانت مفتاح لكثير من المعارف من بعده هذا العالم الذى تجد فى كتبه ما يستحق عليه  التكريم  ولكن للاسف كتبه لم تحصل هذه الكتب الى الشهره والنشر المطلوب  حتى الآن لا سيما كتابه( المناظر ) وكان لكتبه الأثر الكبير فى العلماء من بعده من الأوروبيون والعرب هذه الكتب والأفكار  كانت كانت صحيحه بذاتها وكانت خطوه نحو افكار ومعارف لاحقه إذن لنتكلم عن هذا العالم (ابن الهيثم)بشكل من التفصيل:-

1. سيرة ابن الهيثم
2. شخصية ابن الهيثم 
3. اهتماماته ومؤلفاته 
4. أثر ابن الهيثم فى العلماء والباحثون من بعده 
5. أفكاره عن البصريات ونظرياته 

6. اسلوبه ومنهجه

1/سيرة ابن الهيثم :- 

 هو أبو على محمد بن الحسن بن الهيثم

ولد في البصرة عام 354ه‍/965م

عاصر علماء كثر منهم ابن سينا والبيروني وانتشر في عصره العلوم الإغريقية

انتقل الى الشام فى أول أمره لكنه كان يميل إلى الفضائل والحكمة والنظر فيها ويشتهي أن يتجرد من الوظائف التى تمنعه من النظر فى العلم ،ويقال أنه وجد صعوبة فى التخلص من وظيفته فى البصرة فاضطر إلى إظهار خبالا فى عقله وتغير فى تصوره حتى تمكن من تبطيل الخدمة أو الوظيفة ثم غادر بعد ذلك إلى القاهرة فى عهد ( الحاكم بأمر الله ) فى عام 386ه‍ ،وكان الدافع إلى ذلك رغبته في الانقطاع للعلم، ولمعرفته بحب الخليفة للعلم والعلماء ،وكان الجو فى العراق لم يكن يساعد على الانقطاع للعلم ،وعند وصوله إلى القاهرة كان فى استقباله الخليفة الفاطمى (الحاكم بأمر الله) ،وأمر باكرامه واحترامه وطلب منه أن يفعل ما قال إنه يفكر فيه للنيل ،ولكن بعد الدراسة تبين أن الفكرة لا يمكن تنفيذها لخطأ ما فإعتزر للخليفة فقبل إعتزاره ،ثم ولاه بعض الدواوين ،فتولها رهبة لا رغبة ، فقام مره أخره بإظهار الجنون للتخلص من بطش الخليفه ،فصادر موجوداته ولكن عين عليه من يخدمه ،ولما مات( الحاكم بأمر الله ) أعيد إليه موجوداته ،وعاد إلى التأليف والنسخ ،ولكن حياته فى القاهرة لم تكن كما كان يتوقع ،فستوطن على باب الجامع الأزهر وأقام يعمل فى نسخ كتب اقليدس والمتوسطات كل سنه ويبيعها بمائة وخمسين دينار تكفيه سنة إلى أن توفي عام 431ه‍/1039م .

2/شخصية ابن الهيثم :-

كان ضئيل الجسم قصير القامة يحب الاطلاع ويشكك فى كثير مما اطلع عليه وتعلق بالحق وعزم على تحصيل العلم من منبعه ،فكان كثير التصفح وافر التزهد محبا للخير ،ولم يكن ميال للعمل

ومما يدل على قوة شخصيته :أثره الكبير فى علماء عصره والذين جاءوا من بعده ،وكل مصنفاته تدل على عبقريته .

3/اهتماماته :-

أفرغ نفسه في طلب علوم الفلسفة وهي ثلاث علوم رياضية وطبيعية فشرح ولخص من هذه العلوم ما استطاع فكره تصوره ووقف تميزه على تدبره .

كان ابن الهيثم طبيبا وعالم طبيعيا خاصة فى البصريات, وكان أيضاً رياضيًا وفيلسوفاً وفلكياً ,كان رحمه الله موسوعة علمية.

4/مولفاته :-

له مؤلفات كثيرة منها

• شرح المجسطي وتلخيصه
• الكتاب الجامع فى أصول الحساب
• علم المناظره تلخيص من كتاب اقليدس
• مقالة في اجارات الحفور والأبنية بجميع الأشكال الهندسية
• كتاب فى المساحة من جهة الأصول
• مقال فى الحساب الهندسي
• رسالة إلى بعض الروساء فى الحث على الرصد النجومى
• كتاب فى السياسة
• مقال فى المكان
• رساله فى طبيعة العقل

وغيرها من المؤلفات كثيره جدا

5/أثر ابن الهيثم فى العلماء الذين جاءوا من بعده:-

قال (ابن القفطى ) إن الذين أخذوا عن ابن الهيثم استفادوا استفادة عظيمة وهذا دليل واضح على أثره فيمن جاء من بعده من العلماء وفي أقوال مؤرخون الغرب ما يدل على مدى الاستفاده منه .

فقد تجاوز جميع الطبيعيين الأخريين عند الغرب واهتم الفرنجه منذ القرن الثانى عشر بكتابه (المناظر )فترجمه جرار الكريمونى ثم نقله عنه أكثر من عالم من بعده ،وفى الشرق قام( كمال الدين ابو الحسن الفارسى )بشرح كتابه  وغيره من العلماء .

6/البصريات :-

قام بدراسة لنظريات انعكاس الضوء والعدسات ووصف العين وصفا دقيقا وكتب فى تشريحها وفى وظيفة كل قسم منها وحقق تقدما ملموسا عن من سبقه فى هذا المجال ،إذ أنه أكد الضوء ينشأ من المرآيات عكس باقى العلماء القدماء الذين قالوا بخروج الضوء من العين ليلمس المرآيات ،وبحث ظاهرة الانكسار الجوى وحاول تفسير الرؤيه المزدوجه بالعينين ،واول من استعمل الغرفه المظلمه فكان كتاب المناظر أكثر البحوث القديمه استيفاء لبحوث الضوء وارفعها قدرا ،ووضع مسائل تتعلق بالضوء حلولا واضحه مطابقه للواقع المعلوم من زمانه ،فكانت هذه العلوم متناسقة منسجمة ينظمها نظام طبيعى سليم وصارت النواه التى تكشف ونما حولها علم الضوء ،وبهذه الدراسة قلب ابن الهيثم الأوضاع فظاهره الامتداد على السموت المستقيمة وظاهره الانعكاس وظاهره الانعطاف  لم تكن تتعلق البته بالشعاع الذي زعم المتقدمون بأنه يخرج من البصر ،إنما كانت تتعلق بالضوء الذى له وجود فى ذاته مستقل عن وجود البصر الذى يكون الأبصار به هكذا انشا ابن الهيثم علم الضوء  الحديث بالمعنى والحدود التى نريدها الآن

ومن نتائج دراسته حيث قال أن :-

• الضوء مصدر الجسم المضئ
• للضوء وجود بذاته
• انتقال الضوء يستغرق زمانا وهو ينتقل فى مادة أو بوسطة جسم مشفر
• للضوء سرعة أو حركة
• إذا خرج الضوء من الجسم الاغلظ إلى الجسم الالطف كانت حركته أسرع
• كشف العلاقه بين زاوية السقوط وزاوية الإنعكاس

وغيرها من النظريات والنتائج

7/أسلوب ابن الهيثم  ومنهجه:-

كان ابن الهيثم عالم كبير من ناحيتين فمن ناحية عالم كبير باكتشافاته وبما استطاع أن يضيفه من معارف جديدة على المعارف الطبيعيه السابقه وبما استطاع أن ينقضه من معارف السابقين في هذا المجال

لكن له اهميه كبيره أخرى فى نظر الباحثين وهى الطريقه العلميه أو الطريقه المنهجيه التى وضعها للبحث حيث استطاع اساسا للبحث العلمى وأن ينهج منهج يتبعه فيه العلماء حتى اليوم حيث أثر بطريقته أيضا  .

حيث نهج فى بعض كتبه توارثته الأجيال بعده وهو يعتمد على الاستقراء والقياس والاعتماد على المشاهده والتجربه أو التمثيل وهذه خطوات يجب أن يسير عليها كل عالم إذا أراد الوصول إلى الحقيقه .

ويتبين لنا أن ابن الهيثم يستهدف الحق الذى يزيل الشك العلمي للوصول الى الحقيقة التى لا تتجلى الا بالطمانينة بالمعرفة بالعلم وهى لا تأتى إلا بالأمور الحسية بالتجربة بالعقل 

وطرق الوصول الى الحقيقة

1. الشك :وهو عدم تصديق الروايات والاخبار وبالمعارف المتواترة لمجرد أنها كذلك إن اتباع الهوى قد حال دون الوصول الى الحقيقة وحاد بنا عن جاد الصواب  .
2. استقراء الموجودات :دراسه وافيه ولكي نفعل ذلك لابد من المشاهدة والتجربة وينبغى أن ننقد المقدمات والعلم لا يقوم على التسليم