الطباق وأقسامه
الطباق
تعريف الطباق :-
الطباق في اللغة :- ماخوذه طابق البعير في مشيه إذا وضع خف رجله موضع خف يده ، ولذا قال الاصمعي “المطابقة أصلها وضع الرجل موضع اليد في مشي ذوات الأربع ” ،وفي القران الكريم “الذي خلق سبع سماوات طباقا ” اي محكمات متوافقات بعضها فوق بعض من غير مناسبة في نظام بديع …
واصطلاحاً :-
الجمع بين متضادين أي معنيين متقابلين في الجملة .
صور الطباق :-
ينقسم الطباق باعتبار طرفيه إلي قسمين :-
الاول : حقيقي :-
هو ما كان طرفاه بألفاظ الحقيقة سواء كانا (اسمين – أو فعلين – أو حرفين أو مختلفين )
الطباق بين اسمين :
كقوله تعالي “وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ “طباق للجمع بين الكلمة وضدها )الايقاظ والرقود ).
وكقوله تعالي “هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ “
اي هو الأول قبل كل شيء بلا بداية والآخر بعد كل شيء بلا نهاية والظاهر بالادلة عليه والباطن عن إدراك الحواس
فالطباق بين (الاول والاخر -الظاهر والباطن ).
الطباق بين فعلين :-
كقوله تعالي :”وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا “
الطباق الجمع بين (اضحك وأبكي )و (أمات وأحيا ) .
وقوله تعالي : ” قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)”
فالطباق بين تؤتي وتنزع وبين تعز وتذل .
الطباق بين حرفين :-
قوله تعالي ” لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ “
الطباق بين ( اللام وعلي ) ففي (اللام ) معني المنفعة وفي (علي ) معني المضرة . اي لها ما كسبت من خير ،وعليها ما اكتسبت من شر .
أما الطباق بين نوعين مختلفين :
كقوله تعالى “أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ “
اي ضالا فهدينه .
تقسيم الطباق من حيث الايجاب والسلب
1/ طباق الايجاب :-
ان يكون اللفظان المتقابلان معناهما موجبا كما في قوله تعالى “وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ “
فان اليقظة والرقاد ذكرا بطريقه الاثبات وكذا يقال في باقي الأمثلة التي مرت .
طباق السلب :-
الجمع بين فعلين من مصدر واحد احدهما مثبت ولاخر منفي فيكون التقابل بين الايجاب والسلب لا بين مدلولي الفعلين، او او يجمع بين في عيني احدهما امر والاخر نحي .
مثال الاول “قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ “
الطباق بين (يعلمون ،لا يعلمون )
مثال الثاني :” فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ “
هنا التنافي بين الأمر والنهي باعتبار اصلهما لا باعتبار ماده استعمالهما .
الثاني :-
الطباق المجازي : هو ما كان طرفاه غير حقيقيين -اي مستعملان في المجاز.
كقوله تعالي “أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ “
اي ضالا فهديناه فالموت والحياه لفظان مجازيان ومعناهما متضادان الضلالة والهدى وهما حقيقياً اللفظ متضادين أيضا .
وكقوله تعالي “وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ۚ “
فالطباق بين : ( الأعمى والبصير ) اي الكافر والمؤمن ، بين (ولا الظلمات ولا النور) اي: الكفر والايمان ولا (الظل ولا الحرور) اي الجنة والنار وبين( الاحياء والاموات) اي: المؤمنون والكافر.
إضافة تعليق
يجب عليك تسجيل الدخول او التسجيل لتستطيع اضافه تعليق .