فروق لغوية بين إن – أن
أولا إن بكسر الهمزة مع سكون النون
١ ـ شرطيّة جازمة :
تجزم فعلين مضارعين ، يسمّى الأوّل فعل الشرط والثاني جواب الشرط ، نحو قوله تعالى : (إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ)(٢).
(«إن» : حرف شرط جازم مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب.
«ينتهوا» : فعل مضارع مجزوم على أنّه فعل الشرط ، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والواو ضمير متصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل.
«يغفر» : فعل مضارع للمجهول مجزوم على أنّه جواب الشرط) ، وقد تقترن بـ «لا» النافية فيظن أنها «إلّا» الاستثنائية ، نحو قوله تعالى : (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ)(١) وتبقى عاملة ، «إلّا» أي «إن» الشرطيّة الجازمة و «لا» النافية.
٢ ـ نافية : بمعنى «ما» فتعمل عمل «ليس» ترفع المبتدأ وتنصب الخبر وتدخل على الجمل الاسميّة ، نحو قول الشاعر :
«إن المرؤ ميتا بانقضاء حياته».
(«إن» : حرف نفي تعمل عمل «ليس» مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب. «المرء» : اسم «إن» مرفوع بالضمّة الظاهرة. «ميتا» : خبر «إن» منصوب بالفتحة الظاهرة. «بانقضاء» : الباء حرف جرّ مبنيّ على الكسر لا محل له من الإعراب. «انقضاء» : اسم مجرور بالكسرة الظاهرة. وهو مضاف. «حياته» : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. والهاء : ضمير متّصل مبنيّ على الكسر في محل جرّ بالإضافة).
٣ ـ مخفّفة من «إنّ» :
تدخل على الجمل الاسميّة فتهمل غالبا ، نحو : «إن العدل لقائم» ، («إن» : مخففة من «إنّ» حرف مشبّه بالفعل مهمل ، مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب. «العدل» : مبتدأ مرفوع بالضمّة الظاهرة.
«لقائم» : اللّام : حرف للتّفريق بين «إن» المخففة من «إنّ» و «إن» النافية. «قائم» : خبر المبتدأ مرفوع بالضمّة الظاهرة).
وقد تدخل على الجمل الفعليّة فيجب إهمالها وغالبا ما يأتي الفعل بعدها ماضيا ناسخا ، نحو قوله تعالى : (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ)(٢).
ثانيا إن بكسر الهمزة وتشديد النون
ـ إنّ ـ
تأتي :
حرفا مشبّها بالفعل ، يدخل على الجملة الاسميّة ، فينصب المبتدأ ويسمّيه اسمه ويرفع الخبر ويسمّيه خبره ، نحو : «إنّ الدّرس مفيد».
(«إنّ» : حرف توكيد مشبّه بالفعل مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب. «الدّرس» : اسم «إنّ» منصوب بالفتحة الظاهرة. «مفيد» : خبر «إنّ» مرفوع بالضمّة الظاهرة).
وإذا اتصلت بها «ما» الزائدة كفّتها عن العمل ، نحو : «إنما الأعمال بالنيّات».
(«إنّما» : إنّ : حرف توكيد مبنيّ على الفتح ، بطل عمله لدخول «ما» الزّائدة عليه. «ما» : حرف زائد كفّ «إنّ» عن العمل ، مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب. «الأعمال» : مبتدأ مرفوع بالضمّة الظاهرة. «بالنيّات» : الباء : حرف جرّ مبنيّ على الكسر لا محلّ له من الإعراب. «النيّات» : اسم مجرور بالكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف تقديره : موجودة).
ثالثا أن بفتح الهمزة وسكون النون
ـ أن ـ
تأتي على أربعة أوجه :
١ ـ «أن» المصدريّة : وهي التي تؤول مع الفعل الّذي بعدها بمصدر ، يعرب حسب محلّه في الجملة. وتكون حرفا مصدريّا ونصب واستقبال ، نحو : «أن تدرسوا خير لكم».
(«أن» : حرف مصدريّ ونصب واستقبال مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب. «تدرسوا» : فعل مضارع منصوب بحذف النون لأنّه من الأفعال الخمسة. والواو : ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل. والمصدر المؤوّل من «أن تدرسوا» والتقدير : درسكم ، في محل رفع مبتدأ. «خير» : خبر مرفوع بالضمّة الظاهرة. «لكم» : اللّام : حرف جرّ مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب. «كم» : ضمير متّصل مبني على السكون في محلّ جرّ بحرف الجرّ) ، ونحو : «أريد أن أنجح» («أريد» : فعل مضارع مرفوع بالضمّة الظاهرة. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. «أن» : حرف مصدري ونصب واستقبال مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب.
«أنجح» : فعل مضارع منصوب بـ «أن» وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. والمصدر المؤول وتقديره : النجاح في محلّ نصب مفعول به للفعل «أريد»).
أمّا إذا دخلت على الفعل الماضي فهي حرف مصدري فحسب ، نحو : «سرّني أنّ عدت» («سرّني» : فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة. والنون للوقاية ، حرف مبنيّ على الكسر لا محل له من الإعراب. والياء ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به.
«أن» : حرف مصدري مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب. «عدت» : فعل ماض مبنيّ على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرّك. والتّاء ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محلّ رفع فاعل. والمصدر المؤول من «أن عدت» في محلّ رفع فاعل «سرّ»).
٢ ـ «أن» المفسّرة : وعلامتها أن تقع بين جملتين ، ويشترط في الجملة الأولى التي تسبقها أن تتضمن معنى القول دون أحرفه وألّا تؤول ، وألّا يدخل عليها حرف جرّ ، نحو قوله تعالى : (فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ).
(«أن» : حرف تفسير مبنيّ على السكون وحرّك بالكسر منعا لالتقاء الساكنين ، لا محل له من الإعراب. «اصنع» : فعل أمر مبنيّ على السكون وحرّك بالكسر منعا لالتقاء الساكنين. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. «الفلك» : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة).
٣ ـ «أن» الزّائدة : هي حرف زائد مبني على السكون لا محلّ له من الإعراب ، وتقع بعد :
١ ـ «لمّا» الحينيّة ، نحو : «لمّا أن نجا الغريق ارتفع الصياح».
٢ ـ بين المقسم و «لو» : نحو قول الشاعر :
«أما والله أن لو كنت حرّا # وما بالحرّ أنت ولا الطّليق
٤ ـ «أن» المخفّفة من «أنّ» الثقيلة : وهي حرف مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب ، تقع بعد فعل من أفعال العلم أو اليقين ، وبعض النحاة يرى أنّها لا تعمل والجمهور يعملها ، نحو قوله تعالى : (عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ)(١).
(«علم» : فعل ماض مبنيّ على الفتحة الظاهرة. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. «أن» : حرف مخفّف من «أنّ» الثقيلة واسمها محذوف وهو ضمير الشأن ، والتقدير : أنّه ، ويجوز القول بأنّه حرف مشبّه بالفعل ملغى ، «لن» : حرف نفي ونصب واستقبال مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب. «تحصوه» : فعل مضارع منصوب بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. والواو : ضمير متصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل. والجملة الفعليّة «لن تحصوه» في محلّ رفع خبر «أن») وتدخل «أن» المخفّفة على :
١ ـ الفعل الجامد ، نحو قوله تعالى : (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى)(١).
٢ ـ الفعل المتصرّف ، وتكون ملغاة ، نحو قول الشاعر :
«زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا # أبشر بطول سلامة يا مربع»
٣ ـ الاسم ، وتكون ملغاة ، نحو قوله تعالى : (إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ)”
رابعا أن بفتح الهمزة وتشديد النون
ـ أنّ ـ
حرف مصدريّ وتوكيد ونصب ، وهو من الأحرف المشبّهة بالفعل ، يدخل على المبتدأ والخبر فينصب الأوّل ويسمّيه اسمه ويرفع الثاني ويسمّيه خبره ، نحو : «اعلموا أنّ الكفاح طريق الحريّة».
(«اعلموا» : فعل أمر مبنيّ على حذف النون لاتصاله بواو الجماعة. والواو ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل. «أنّ» : حرف توكيد ومصدري ونصب مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب.
«الكفاح» : اسم «أنّ» منصوب بالفتحة الظاهرة.
«طريق» : خبر «أنّ» مرفوع بالضمّة الظاهرة. وهو مضاف. «الحريّة» : مضاف إليه مجرور بالإضافة. والمصدر المؤوّل من «أنّ» وما بعدها سدّ مسدّ مفعولي «اعلموا».
وتنفرد «أنّ» عن سائر أخواتها في أنّها تؤول مع اسمها وخبرها بمصدر ، يعرب حسب موقعه في الجملة :
١ ـ في موضع المبتدأ ، نحو قوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً)(١) («من آياته» : جار ومجرور متعلّقان بخبر مقدّم محذوف. «أنّك» : «أنّ» : حرف توكيد ونصب ومصدريّ مبني على الفتحة الظاهرة. والكاف ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محلّ نصب اسم «أنّ». «ترى» : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدّرة على الألف للتعذّر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. وجملة «ترى» في محل رفع خبر «أنّ» ، والمصدر المؤوّل من «أنّ» واسمها وخبرها في محل رفع خبر مبتدأ مؤخّر. «الأرض» : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. «خاشعة» : حال منصوب بالفتحة الظاهرة».
٢ ـ «أنّ» وما بعدها : فاعل ، نحو : «لا أتخلّى عنك ما أنّ فيّ عرقا ينبض» أي : ما ثبت أنّ فيّ عرقا …
(«ما» : حرف مصدري مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب. «أنّ» : حرف مصدري ونصب مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب. «فيّ» : في : حرف جرّ مبني على السكون لا محلّ له من الإعراب. والياء : ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بحرف الجرّ والجار والمجرور متعلقان بخبر «أنّ» المقدّم المحذوف وتقديره : موجود. «عرقا» : اسم «أنّ» منصوب بالفتحة الظاهرة. والمصدر المؤوّل من «أنّ» واسمها وخبرها في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره : ثبت. والمصدر المؤول من «ما» والفعل المحذوف في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة والتقدير : مدّة ثبوت).
٣ ـ «أنّ» وما بعدها : مفعول لأجله ، نحو : «جئتك أنّي أشتاقك» أي شوقا إليك ، فالمصدر المؤوّل من «أنّ» واسمها وخبرها في محلّ نصب مفعول لأجله.
وقد تدخل «ما» الزائدة على «أنّ» فتكفّها عن العمل ، نحو : «اعلم أنّما الصبر مفتاح الفرج».
(«اعلم» : فعل أمر مبنيّ على السكون الظاهر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. «أنّما» : أنّ : حرف توكيد مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب.
«ما» : حرف زائد وكاف ، مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب).”
إضافة تعليق
يجب عليك تسجيل الدخول او التسجيل لتستطيع اضافه تعليق .